الرئيسية
مدخلناالآثار الإسلامية الباقية في إسبانيا ..جامع قرطبة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الآثار الإسلامية الباقية في إسبانيا ..جامع قرطبة
من طرف MR-Profawy الثلاثاء يوليو 04, 2017 3:06 am
بسم الله الرحمن الرحيم
أجمل الآثار الإسلامية الباقية في إسبانيا ..جامع قرطبة.. قمة الفن المعماري
مما لاشك فيه أن إسبانيا بها الكثير من المعالم السياحية الإسلامية، واليوم نتوقف مع المسجد الجامع في قرطبة، والذي يعد واحداً من أروع ما أنشأ المسلمون من الأعمال المعمارية، ويقع بالقرب من نهر الوادي الكبير، وتحيط به ومن جوانبه الأربعة أزقة ضيقة. وقد استغرق بناء هذا الجامع قرنين ونصفا من الزمان. ويذكر المؤرخون أن الفضل في تشييد هذا المسجد يعود الى بني أمية عندما اتخذوا من قرطبة حاضرة لهم.
واللافت للنظر أن هذا الجامع لا يزال من أهم معالم قرطبة السياحية، وهو الأثر الوحيد الباقي حتى الآن، وهو قمة من قمم الفن المعماري العالمي على مر العصور. وقد خضع هذا المسجد للترميم والتعديل والإضافة، ولكن جميع هذه الأعمال سارت في اتجاه واحد هو احترام شخصية المسجد وطرازه. ويمتاز هذا المسجد بزخارف الفسيفساء المذهبة ذات الرسوم الجميلة وشبابيكه الرخامية والمفرغة، وعقوده المزدوجة التي يعلو بعضها البعض الآخر. ويأخذ المسجد رقعة فسيحة من الأرض قرب نهر الوادي الكبير، ويشغل مكان الصلاة ثلثي المساحة، والثلث الباقي يشكل الصحن والمسجد مغروساً بأشجار النخيل والليمون.
مكانة كبيرة
ويحتل مسجد قرطبة ومئذنتاه في تاريخ الهندسة المعمارية الإسلامية، مكانة كبيرة، تشبه المكانة التي يحتلها كل من جامع دمشق والقيروان وسامراء، ومآذنها، وهو واحد من أعظم الآثار الإسلامية القائمة إلى يومنا هذا، ويعد ثالث المساجد الكبرى من حيث المساحة بعد مسجدي سامراء وأبي دلف الذي اندثر.تصميم جامع قرطبة يختصر النمو الذي عرفه على مر قرنين من الزمان، ووحدة تاريخ تطور الفن العربي الإسلامي سواء في مبادئ العمارة أو في ''السمات'' الزخرفية. وهذا النمو هو تطور بالمعنى المباشر للكلمة، إذ أن مسجد قرطبة جرى توسيعه أربع مرات حتى بلغ درجة من الضخامة لم يبلغها من قبل سوى مسجد المتوكل في سامراء بالعراق.
ويرجع الفضل في بناء جامع قرطبة بالأندلس إلى عبد الرحمن الداخل المعروف باسم ''عبد الرحمن الأول''، وقد تم تشييده عام 169هـ، وأخذ شكله نفس تصميم المساجد الأموية التي شيدت في ذلك الوقت، وكان مسجد قرطبة قريب الشبه بالجامع الأموي في دمشق مع بعض الفروق البسيطة.
ويتكون مسجد قرطبة من جناح مركزي عريض بشكل زاوية قائمة مع جدار القبلة. ويتناقص العرض تدريجيا في الأجنحة، وفي الاتجاه الجانبي ويبلغ عرض المجاز القاطع 7,85 متر، أما عرض الأجنحة التي تحيط بكلا الجانبين فيبلغ 6,86 متر، بينما عرض البهوين الآخرين 5,35 متر، ويعتقد خبراء الآثار أن الهدف من هذه الاختلافات هو التخفيف من الرتابة البصرية عندما تنظر من المجاز القاطع في اتجاه الجدران الجانبية.
توسعات
وفي عهد عبد الرحمن الناصر أو ''الثانى'' سنة 340هـ، كانت أركان الدولة الأموية في الأندلس قد توطدت، فأقدم الخليفة الجديد على القيام بأول توسعة للمسجد، وذلك تلبية لاحتياجات الأعداد المتزايدة من المسلمين، إلى جانب اهتمامه بتشييد مسجد يليق بما بلغته دولته من قوة، بدأ العمل في المسجد عام 234هـ، فزيدت مساحة قاعة الصلاة طولاً باتجاه الجنوب، واستمر المسجد خاليا من الابهاء فحافظ على هيئته المتواضعة، على الرغم من وجود مئذنة مربعة الشكل بناها هشام الأول بين العامين 172هـ و180هـ، ثم أدخل عبد الرحمن الثالث بعض التغييرات الطفيفة مثل الاستعاضة عن مئذنة هشام الأول بمئذنة أكبر منها حجماً وبتوسيع الفناء قليلا باتجاه الشمال، وعندما تولى المستنصر بالله الثانى، الحكم فى قرطبة عام 350 هـ، عمل على توسيع قاعة الصلاة مرة أخرى، فزادها بمقدار نصف المساحة.مآذن بديعة
وأكثر ما يلفت انتباه السائح عند زيارته المسجد الجامع بقرطبة مئذنته المصنوعة من خشب الساج النفيس والمسماة (بمنارة عبد الرحمن الناصر) وهي من المآذن البديعة التي تحتوى على سلمين ولها 107 درجات وفي أعلاها ثلاث مظلات: اثنتان من الذهب والثالثة من الفضة، فوقها سوسنة من الذهب يوجد فوقها رمانة ذهبية صغيرة. وقد حول الإسبان هذه المئذنة إلى برج للأجراس الكاتدرائية، ويبلغ طول باب المئذنة النحاسى 8م وارتفاعه 20م وواجهة البناء من الرخام المنقوش بنقوش عربية بديعة.
وفي الزاوية الجنوبية لمسجد قرطبة بالأندلس توجد مئذنة أخرى مربعة الشكل ارتفاعها 93م وهى مكونة من خمسة طوابق في كل طابق عدد من الأجراس وفيه 19 بابا مصنوعة من صفائح النحاس القوي وتقوم قبته على 365 عمودا من المرمر، وعدد قناديله نحو 4700 قنديل وكان للجامع 1293 عمودا من الرخام بقي منها 1093 عمودا. وتنطوي التكوينات المعمارية الفنية لمسجد قرطبة على قيم ومبادئ متميزة ومنفردة، تعكس بوضوح التطورات التي حصلت في تصاميم المساجد الجامعة الأخرى، والتي شيدت في الأقاليم المختلفة، وتجسد هذه التكوينات في قرطبة نقاء الإرث الثقافي المعماري العربي والإسلامي.
وتعلو المسجد قباب من ضلوع متقاطعة فيما بينها، تتوسطها القبة المخرمة الكبرى وهي قبة الضوء، وتبلغ عدد نوافذها ست عشرة نافذة، يدخل منها الضوء فينير جوانب المسجد، ويفصل المسجد بزخارف الفسيفساء المذهبة ذات الرسوم الجميلة وشبابيكه الرخامية المفرغة، وعدد ثرياته 280 ثرية، منها ثريات المقصورة من الفضة الخالصة، وكان وسط الجامع تنور من نحاس يحمل ألف مصباح، ويخدم الجامع تسعة أبواب مصفحة بالنحاس الأصفر، إلا باب المقصورة فإنه من الذهب.
أثر إسلامي خالد
الزائر لهذا الجامع الكبير سوف يقتنع بمجرد مشاهدته أنه لم يخلد أثر من الآثار الإسلامية في كتب التاريخ كما خلد جامع قرطبة، فقد كتب عنه جميع مؤرخي العرب في المغرب والأندلس، ووصفوه وصفا دقيقا فاق كل وصف. ويعد هذا الجامع بحق أروع أمثلة العمارة الإسلامية في العصر الوسيط، بفضل ما تضمنه من ابتكارات معمارية وثروات زخرفية. وهو الأثر الوحيد المتبقي من عمارة المساجد في الأندلس، على الرغم من الإضافات الكثيرة التي أدخلت على عمارته في العصور النصرانية
مما لاشك فيه أن إسبانيا بها الكثير من المعالم السياحية الإسلامية، واليوم نتوقف مع المسجد الجامع في قرطبة، والذي يعد واحداً من أروع ما أنشأ المسلمون من الأعمال المعمارية، ويقع بالقرب من نهر الوادي الكبير، وتحيط به ومن جوانبه الأربعة أزقة ضيقة. وقد استغرق بناء هذا الجامع قرنين ونصفا من الزمان. ويذكر المؤرخون أن الفضل في تشييد هذا المسجد يعود الى بني أمية عندما اتخذوا من قرطبة حاضرة لهم.
واللافت للنظر أن هذا الجامع لا يزال من أهم معالم قرطبة السياحية، وهو الأثر الوحيد الباقي حتى الآن، وهو قمة من قمم الفن المعماري العالمي على مر العصور. وقد خضع هذا المسجد للترميم والتعديل والإضافة، ولكن جميع هذه الأعمال سارت في اتجاه واحد هو احترام شخصية المسجد وطرازه. ويمتاز هذا المسجد بزخارف الفسيفساء المذهبة ذات الرسوم الجميلة وشبابيكه الرخامية والمفرغة، وعقوده المزدوجة التي يعلو بعضها البعض الآخر. ويأخذ المسجد رقعة فسيحة من الأرض قرب نهر الوادي الكبير، ويشغل مكان الصلاة ثلثي المساحة، والثلث الباقي يشكل الصحن والمسجد مغروساً بأشجار النخيل والليمون.
مكانة كبيرة
ويحتل مسجد قرطبة ومئذنتاه في تاريخ الهندسة المعمارية الإسلامية، مكانة كبيرة، تشبه المكانة التي يحتلها كل من جامع دمشق والقيروان وسامراء، ومآذنها، وهو واحد من أعظم الآثار الإسلامية القائمة إلى يومنا هذا، ويعد ثالث المساجد الكبرى من حيث المساحة بعد مسجدي سامراء وأبي دلف الذي اندثر.تصميم جامع قرطبة يختصر النمو الذي عرفه على مر قرنين من الزمان، ووحدة تاريخ تطور الفن العربي الإسلامي سواء في مبادئ العمارة أو في ''السمات'' الزخرفية. وهذا النمو هو تطور بالمعنى المباشر للكلمة، إذ أن مسجد قرطبة جرى توسيعه أربع مرات حتى بلغ درجة من الضخامة لم يبلغها من قبل سوى مسجد المتوكل في سامراء بالعراق.
ويرجع الفضل في بناء جامع قرطبة بالأندلس إلى عبد الرحمن الداخل المعروف باسم ''عبد الرحمن الأول''، وقد تم تشييده عام 169هـ، وأخذ شكله نفس تصميم المساجد الأموية التي شيدت في ذلك الوقت، وكان مسجد قرطبة قريب الشبه بالجامع الأموي في دمشق مع بعض الفروق البسيطة.
ويتكون مسجد قرطبة من جناح مركزي عريض بشكل زاوية قائمة مع جدار القبلة. ويتناقص العرض تدريجيا في الأجنحة، وفي الاتجاه الجانبي ويبلغ عرض المجاز القاطع 7,85 متر، أما عرض الأجنحة التي تحيط بكلا الجانبين فيبلغ 6,86 متر، بينما عرض البهوين الآخرين 5,35 متر، ويعتقد خبراء الآثار أن الهدف من هذه الاختلافات هو التخفيف من الرتابة البصرية عندما تنظر من المجاز القاطع في اتجاه الجدران الجانبية.
توسعات
وفي عهد عبد الرحمن الناصر أو ''الثانى'' سنة 340هـ، كانت أركان الدولة الأموية في الأندلس قد توطدت، فأقدم الخليفة الجديد على القيام بأول توسعة للمسجد، وذلك تلبية لاحتياجات الأعداد المتزايدة من المسلمين، إلى جانب اهتمامه بتشييد مسجد يليق بما بلغته دولته من قوة، بدأ العمل في المسجد عام 234هـ، فزيدت مساحة قاعة الصلاة طولاً باتجاه الجنوب، واستمر المسجد خاليا من الابهاء فحافظ على هيئته المتواضعة، على الرغم من وجود مئذنة مربعة الشكل بناها هشام الأول بين العامين 172هـ و180هـ، ثم أدخل عبد الرحمن الثالث بعض التغييرات الطفيفة مثل الاستعاضة عن مئذنة هشام الأول بمئذنة أكبر منها حجماً وبتوسيع الفناء قليلا باتجاه الشمال، وعندما تولى المستنصر بالله الثانى، الحكم فى قرطبة عام 350 هـ، عمل على توسيع قاعة الصلاة مرة أخرى، فزادها بمقدار نصف المساحة.مآذن بديعة
وأكثر ما يلفت انتباه السائح عند زيارته المسجد الجامع بقرطبة مئذنته المصنوعة من خشب الساج النفيس والمسماة (بمنارة عبد الرحمن الناصر) وهي من المآذن البديعة التي تحتوى على سلمين ولها 107 درجات وفي أعلاها ثلاث مظلات: اثنتان من الذهب والثالثة من الفضة، فوقها سوسنة من الذهب يوجد فوقها رمانة ذهبية صغيرة. وقد حول الإسبان هذه المئذنة إلى برج للأجراس الكاتدرائية، ويبلغ طول باب المئذنة النحاسى 8م وارتفاعه 20م وواجهة البناء من الرخام المنقوش بنقوش عربية بديعة.
وفي الزاوية الجنوبية لمسجد قرطبة بالأندلس توجد مئذنة أخرى مربعة الشكل ارتفاعها 93م وهى مكونة من خمسة طوابق في كل طابق عدد من الأجراس وفيه 19 بابا مصنوعة من صفائح النحاس القوي وتقوم قبته على 365 عمودا من المرمر، وعدد قناديله نحو 4700 قنديل وكان للجامع 1293 عمودا من الرخام بقي منها 1093 عمودا. وتنطوي التكوينات المعمارية الفنية لمسجد قرطبة على قيم ومبادئ متميزة ومنفردة، تعكس بوضوح التطورات التي حصلت في تصاميم المساجد الجامعة الأخرى، والتي شيدت في الأقاليم المختلفة، وتجسد هذه التكوينات في قرطبة نقاء الإرث الثقافي المعماري العربي والإسلامي.
وتعلو المسجد قباب من ضلوع متقاطعة فيما بينها، تتوسطها القبة المخرمة الكبرى وهي قبة الضوء، وتبلغ عدد نوافذها ست عشرة نافذة، يدخل منها الضوء فينير جوانب المسجد، ويفصل المسجد بزخارف الفسيفساء المذهبة ذات الرسوم الجميلة وشبابيكه الرخامية المفرغة، وعدد ثرياته 280 ثرية، منها ثريات المقصورة من الفضة الخالصة، وكان وسط الجامع تنور من نحاس يحمل ألف مصباح، ويخدم الجامع تسعة أبواب مصفحة بالنحاس الأصفر، إلا باب المقصورة فإنه من الذهب.
أثر إسلامي خالد
الزائر لهذا الجامع الكبير سوف يقتنع بمجرد مشاهدته أنه لم يخلد أثر من الآثار الإسلامية في كتب التاريخ كما خلد جامع قرطبة، فقد كتب عنه جميع مؤرخي العرب في المغرب والأندلس، ووصفوه وصفا دقيقا فاق كل وصف. ويعد هذا الجامع بحق أروع أمثلة العمارة الإسلامية في العصر الوسيط، بفضل ما تضمنه من ابتكارات معمارية وثروات زخرفية. وهو الأثر الوحيد المتبقي من عمارة المساجد في الأندلس، على الرغم من الإضافات الكثيرة التي أدخلت على عمارته في العصور النصرانية
MR-Profawy- المدير
- المساهمات : 686
نقاط النشاط : 1889
مرات الشكر : 6
تاريخ التسجيل : 17/04/2017
العمر : 34
الموقع : أم الدنيا
العمل/الترفيه : مصمم جرافيك -
رد: الآثار الإسلامية الباقية في إسبانيا ..جامع قرطبة
من طرف روبي ديزاين 1 السبت يوليو 08, 2017 11:07 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكرك على هذه المعلومات
روبي ديزاين 1- المساهمات : 70
نقاط النشاط : 140
مرات الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 07/07/2017
العمل/الترفيه : منتديات
رد: الآثار الإسلامية الباقية في إسبانيا ..جامع قرطبة
من طرف MR-Profawy الأحد يوليو 09, 2017 1:51 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
تشرفت بمرورك
MR-Profawy- المدير
- المساهمات : 686
نقاط النشاط : 1889
مرات الشكر : 6
تاريخ التسجيل : 17/04/2017
العمر : 34
الموقع : أم الدنيا
العمل/الترفيه : مصمم جرافيك -
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى